كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وما جحد وإن جحد فجمعتا للتوكيد. ومثله: {وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ}. ومثله: {وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ}. ومثله:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ} إلا أن معنى الجحد الساقط في لئلا من أوّلها لا من آخرها المعنى: ليعلم أهل الكتاب ألا يقدرون. وقوله: {ما مَنَعَكَ} ما في موضع رفع. ولو وضع لمثلها من الكلام جواب مصحح كان رفعا، وقلت: منعنى منك أنك بخيل. وهو مما ذكر جوابه على غير بناء أوله، فقال: {أنا خير منه} ولم يقل: منعنى من السجود أنى خير منه كما تقول في الكلام: كيف بتّ البارحة؟ فيقول: صالح، فيرفع أو تقول: أنا بخير، فتستدلّ به على معنى الجواب، ولو صحح الجواب لقال صالحا، أي بتّ صالحا.
وقوله: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ (16)} المعنى- واللّه أعلم-: لأقعدن لهم على طريقهم أو في طريقهم. وإلقاء الصفة من هذا جائز كما قال: قعدت لك وجه الطريق، وعلى وجه الطريق لأن الطريق صفة في المعنى، فاحتمل ما يحتمله اليوم والليلة والعام إذا قيل: آتيك غدا أو آتيك في غد.
وقوله: {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباسًا يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا (26)} {ورياشا}. فإن شئت جعلت {رياشا} جميعا واحده الريش، وإن شئت جعلت الرياش مصدرا في معنى الريش كما يقال لبس ولباس قال الشاعر:
فلما كشفن الّلبس عنه مسحنه ** بأطراف طفل زان غيلا موشما

وقوله: {وَرِيشًا وَلِباسُ التَّقْوى} {ولباس التقوى} يرفع بقوله: ولباس التقوى خير، ويجعل {ذلك} من نعته. وهى في قراءة أبىّ وعبد اللّه جميعا: {ولباس التقوى خير}. وفى قراءتنا {ذلك خير} فنصب اللباس أحب إلىّ لأنه تابع الريش، {ذلك خير} فرفع خير بذلك.
وقوله: {كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29)} يقول: بدأكم في الخلق شقيا وسعيدا، فكذلك تعودون على الشقاء والسعادة:
وقوله: {فَرِيقًا هَدى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ (30)} ونصب الفريق بتعودون، وهى في قراءة أبىّ: {تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا حقّ عليهم الضلالة}. ولو كانا رفعا كان صوابا كما قال تبارك وتعالى: {كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل اللّه وأخرى كافرة} و{فئة} ومثله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}. وقد يكون الفريق منصوبا بوقوع {هدى} عليه ويكون الثاني منصوبا بما وقع على عائد ذكره من الفعل كقوله: {يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذابًا أَلِيمًا}.
وقوله: {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29)} يقول: إذا أدركتك الصلاة وأنت عند مسجد فصلّ فيه، ولا تقولن: آتى مسجد قومى. فإن كان في غير وقت الصلاة صليت حيث شئت.
وقوله: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ (32)}
نصبت خالصة على القطع وجعلت الخبر في اللام التي في الذين، والخالصة ليست بقطع من اللام، ولكنها قطع من لام أخرى مضمرة. والمعنى- واللّه أعلم-: قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يقول: مشتركة، وهى لهم في الآخرة خالصة.
ولو رفعتها كان صوابا، تردّها على موضع الصفة التي رفعت لأن تلك في موضع رفع.
ومثله في الكلام قوله: إنا بخير كثير صيدنا. ومثله قول اللّه عز وجل: {إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}. المعنى: خلق هلوعا، ثم فسر حال الهلوع بلا نصب لأنه نصب في أوّل الكلام. ولو رفع لجاز إلا أن رفعه على الاستئناف لأنه ليس معه صفة ترفعه. وإنما نزلت هذه الآية أن قبائل من العرب في الجاهلية كانوا لا يأكلون أيام حجهم إلا القوت، ولا يأكلون اللحم والدسم، فكانوا يطوفون بالبيت عراة، الرجال نهارا والنساء ليلا، وكانت المرأة تلبس شيئا شبيها بالحوف ليواريها بعض المواراة ولذلك قالت العامرية:
اليوم يبدو بعضه أو كله ** وما بدا منه فلا أحله

قال المسلمون: يا رسول اللّه، نحن أحق بالاجتهاد لربنا، فأرادوا أن يفعلوا كفعل أهل الجاهلية، فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} يعنى اللباس {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} حتى يبلغ بكم ذلكم تحريم ما أحللت لكم، والإسراف هاهنا الغلوّ في الدين.
وقوله: {قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ (33)} {والإثم} ما دون الحدّ {والبغي} الاستطالة على الناس.
وقوله: {أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ (37)} يقال: ينالهم ما قضى اللّه عليهم في الكتاب من سواد الوجوه وزرقة الأعين.
وهو قوله: {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} ويقال هو ما ينالهم في الدنيا من العذاب دون عذاب الآخرة، فيكون من قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ}.
وقوله: {كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها (38)} يقول: التي سبقتها، وهى أختها في دينها لا في النسب. وما كان من قوله: {وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا} فليس بأخيهم في دينهم ولكنه منهم.
وقوله: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ (40)} ولا يفتّح وتفتّح. وإنما يجوز التذكير والتأنيث في الجمع لأنه يقع عليه التأنيث فيجوز فيه الوجهان كما قال: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ} و{يشهد} فمن ذكّر قال: واحد الألسنة ذكر فأبنى على الواحد إذ كان الفعل يتوحد إذا تقدّم الأسماء المجموعة، كما تقول ذهب القوم.
وربما آثرت القراء أحد الوجهين، أو يأتى ذلك في الكتاب بوجه فيرى من لا يعلم أنه لا يجوز غيره وهو جائز. ومما آثروا من التأنيث قوله: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} فآثروا التأنيث. ومما آثروا فيه التذكير قوله: {لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها} والذي أتى في الكتاب بأحد الوجهين قوله: {فُتِحَتْ أَبْوابُها} ولو أتى بالتذكير كان صوابا.
ومعنى قوله: {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ}: لا تصعد أعمالهم. ويقال: إن أعمال الفجار لا تصعد ولكنها مكتوبة في صخرة تحبت الأرض، وهى التي قال اللّه تبارك وتعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}.
وقوله: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ} الجمل هو زوج الناقة. وقد ذكر عن ابن عباس الجمّل يعنى الحبال المجموعة. ويقال الخياط والمخيط ويراد الإبرة. وفى قراءة عبد الله: {المخيط} ومثله يأتى على هذين المثالين يقال: إزار ومئزر، ولحاف وملحف، وقناع ومقنع، وقرام ومقرم.
وقوله: {وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ (48)} وذلك أنهم على سور بين الجنة والنار يقال له الأعراف، يرون أهل الجنة فيعرفونهم ببياض وجوههم، ويعرفون أهل النار بسواد وجوههم، فذلك قوله: {يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ}. وأصحاب الأعراف أقوام اعتدلت حسناتهم وسيئاتهم فقصّرت بهم الحسنات عن الجنّة، ولم تبلغ بهم سيئاتهم النار، كانوا موقوفين ثم أدخلهم اللّه الجنة بفضل رحمته.
وقوله: {وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً (52)} تنصب الهدى والرحمة على القطع من الهاء في فصّلناه. وقد تنصبهما على الفعل. ولو خفضته على الإتباع للكتاب كان صوابا كما قال اللّه تبارك وتعالى: {وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ} فجعله رفعا بإتباعه للكتاب.
وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ (53)} الهاء في تأويله للكتاب. يريد عاقبته وما وعد اللّه فيه.
وقوله: {فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ} ليس بمعطوف على {فيشفعوا}، إنما المعنى- واللّه أعلم-: أو هل نردّ فنعمل غير الذي كنا نعمل.
ولو نصبت {نردّ} على أن تجعل {أو} بمنزلة حتّى، كأنه قال: فيشفعوا لنا أبدا حتى نرد فنعمل، ولا نعلم قارئا قرأ به.
وقوله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} ذكرت قريبا لأنه ليس بقرابة في النسب. قال: ورأيت العرب تؤنث القريبة في النسب لا يختلفون فيها، فإذا قالوا: دارك منّا قريب، أو فلانة منك قريب في القرب والبعد ذكّروا وأنّثوا. وذلك أن القريب في المعنى وإن كان مرفوعا فكأنه في تأويل: هي من مكان قريب. فجعل القريب خلفا من المكان كما قال اللّه تبارك وتعالى: {وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} وقال: {وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} ولو أنّث ذلك فبنى على بعدت منك فهى بعيدة وقربت فهى قريبة كان صوابا حسنا. وقال عروة:
عشيّة لا عفراء منك قريبة ** فتدنو ولا عفراء منك بعيد

ومن قال بالرفع وذكّر لم يجمع قريبا ولم يثنّه. ومن قال: إنّ عفراء منك قريبة أو بعيدة ثنّى وجمع.
وقوله: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ نشرا (57)} والنشر من الرياح: الطيبة اللينة التي تنشئ السحاب. فقرأ بذلك أصحاب عبد اللّه. وقرأ غيرهم {بُشْرًا} حدّثنا محمد قال حدّثنا الفرّاء قال حدثنى قيس بن الربيع الأسدىّ عن أبى إسحاق الهمداني عن أبى عبد الرحمن السلمىّ عن علىّ أنه قرأ {بشرا} يريد بشيرة، و{بشرا} كقول اللّه تبارك وتعالى: {يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ}.
وقوله: {فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى} جواب لأنزلنا فأخرجنا به. يقال: إن الناس يموتون وجميع الخلق في النفخة الأولى. وبينها وبين الآخرة أربعون سنة. ويبعث اللّه المطر فيمطر أربعين يوما كمنىّ الرجال، فينبتون في قبورهم كما ينبتون في بطون أمّهاتهم. فذلك قوله: {كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى} كما أخرجنا الثمار من الأرض الميتة.
وقوله: {وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا (58)} قراءة العامة وقرأ بعض أهل المدينة: نكدا يريد: لا يخرج إلا في نكد.
والنكد والنكد مثل الدنف والدنف. قال: وما أبعد أن يكون فيها نكد، ولم أسمعها، ولكنى سمعت حذر وحذر وأشر وأشر وعجل وعجل.
وقوله: {ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (59)} تجعل غير نعتا للإله. وقد يرفع: يجعل تابعا للتاويل في إله ألا ترى أن الإله لو نزعت منه من كان رفعا. وقد قرى بالوجهين جميعا.
وبعض بنى أسد وقضاعة إذا كانت غير في معنى إلا نصبوها، تمّ الكلام قبلها أو لم يتم. فيقولون: ما جاءنى غيرك، وما أتانى أحد غيرك. قال: وأنشدنى المفضّل:
لم يمنع الشرب منها غير ان هتفت ** حمامة من سحوق ذات أوقال

فهذا نصب وله الفعل والكلام ناقص. وقال الآخر:
لا عيب فيها غير شهلة عينها ** كذاك عتاق الطير شهلا عيونها

فهذا نصب والكلام تامّ قبله.
وقوله: {أَوَعَجِبْتُمْ (63)} هذه واو نسق أدخلت عليه ألف الاستفهام كما تدخلها على الفاء، فتقول:
أفعجبتم، وليست بأو، ولو أريد بها أو لسكّنت الواو.
وقوله: {أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ} يقال في التفسير: مع رجل.
وهو في الكلام كقولك: جاءنا الخير على وجهك، وهدينا الخير على لسانك، ومع وجهك، يجوزان جميعا.
وقوله: {قالَ الْمَلَأُ (66)} هم الرجال لا يكون فيهم امرأة. وكذلك القوم، والنفر والرّهط.
وقوله: {وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُودًا (65)} وقوله: {وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحًا (73)} منصوب بضمير أرسلنا. ولو رفع إذ فقد الفعل كان صوابا كما قال: {فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ} وقال أيضا: {فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوانُها} ثم قال: {وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ} فالوجه هاهنا الرفع لأن الجبال لا تتبع النبات ولا الثمار. ولو نصبتها على إضمار: جعلنا لكم {من الجبال جددا بيضا} كما قال اللّه تبارك وتعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} أضمر لها جعل إذا نصبت كما قال: {وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً} والرفع في غشاوة الوجه. وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ} ولم يقل: ألوانهم، ولا ألوانها. وذلك لمكان من والعرب تضمر من فتكتفى بمن من من، فيقولون: منا من يقول ذلك ومنا لا يقوله. ولو جمع على التأويل كان صوابا مثل قول ذى الرمّة:
فظلّوا ومنهم دمعه سابق له ** وآخر يثنى دمعة العين بالمهل